هؤلاء الأفراد فقط كانوا هم المسلمين دون غيرهم. ولكن إذا أمعنا النظر في القوة العددية للأسر فسوف نقف على العدد الأصلي لأفرادها، وهناك حقيقة ظلت خافية بصورة عامة وهي الموالي، فهؤلاء كانوا يعدون من أفراد الأسر كما يتضح من بيانات المؤرخين القدامى، وهكذا يتضح من النظرة النقدية التحليلية أن أسرة الرسالة النبوية كانت تضم في مجملها حوالي خمسة عشر فردا، بينما أسرة الصديق رضى الله عنه وأسرة الفاروق رضي الله عنه كانت تضم كل منها عشرة أفراد، ولا يقل عدد المسلمين في أسرة كل من عبيدة ابن حارث، وعثمان بن مظعون الجمحي، وحارث بن قيس السهمي عن هذا العدد أيضًا.
وهكذا ففي ست أسر مسلمة وصل عدد المسلمين إلى 65 فردًا، ويذكر ابن إسحاق أن أسرة بني غنم بن دودان قد ضمت من المسلمين المكيين عشرين رجلاً وخمسة نساء ويذكر أسماءهم، بينما يفهم من معلومات وبيانات ابن سعد وابن حزم أن عدد الأفراد البالغين منهم يصل إلى أربعين، ويرى ابن إسحاق وابن سعد أن المجموع الكلّى للمسلمين المكيين لبني غنم بن دودان وصل إلى 31 شخصًا.
ومن الجدير بالذكر هنا أن المستشرقين لم يضموا إلى إحصائياتهم المهاجرين الذين هاجروا إلى الحبشة في أوقات متتالية وأقاموا بها وعادوا إلى المدينة فقط في (7 هـ/ 629 م) لم يضموهم إلى مسلمي العهد المكي. ولقد جاوز عدد المسلمين المكيين بالحبشة مائة مسلم، ومنهم من سمعت مكة بخبر إسلامه فاهتزت، وهكذا يمكن تخمين عدد الأنفس أو عدد السكان طبقًا للأصول الجديدة للإِحصاء السكاني بضرب عدد الرجال البالغين في خمسة لنصل إلى العدد التقريبي للسكان المسلمين.
ومن الواضح أن هذه الأصول لا تأخذ في الاعتبار تعدد الأزواج والموالي