الاستخبار على كثير من المستشرقين والباحثين، وعلى بعض الجامعات، إنما كان أمرا مخططًا له، وداخلاً فى إطار خطة السيطرة على الشعوب الإِسلامية، وفصمها عن عناصر قوتها وركائز حضارتها، ومحاولة تمييع رؤيتها لأساسيات وجودها.
وهذا الكتاب الذى تقدمه رابطة الجامعات الإِسلامية اليوم للكاتب الهندى المسلم الدكتور محمد ياسين مظهرى (الأستاذ بجامعة عليكَرة الإِسلامية) ليس إلا حلقة فى سلسلة متابعته للحملات المغرضة على تاريخنا الإِسلامى ...
ونحن نتمنى أن يمدّ الكتّاب المسلمون -ومنهم المؤلف- الطرف إلى محاولات طوائف أخرى غير المستشرقين تشويه تاريخنا الإِسلامى، وعلى رأس هؤلاء المشوهين لتاريخنا المتجرئين عليه المفسرين له تفسيرًا خاصًا طائفة القرامطة التى انبعثت لها رءوس فتنة فى عصرنا من جديد، بعد أن كانت الفتنة نائمة (ولعن الله من أيقظها). وأبت هذه الرءوس إلا أن توقظها عن طريق الطعن فى الصحابة والهجوم على تاريخ المسلمين، وادعاء العصمة لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم وإثارة الفتن فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن هؤلاء الشيوعيون الذين يؤولون الوقائع وفق تفسيرهم اليسارى الطبقى المادى. ومع كل ذلك نقول مطمئنين: إن هذه الحملات المغرضة ليست بنت اليوم .. بل إنها موجودة منذ ظهر الإِسلام .. فالصراع بين الإِسلام والباطل سنة كونية .. وإن التجربة الحضارية الإِسلامية فى التاريخ لهى أقوى من أن تشوه روعتها بعض الأتربة العابرة، أو بعض الذين يحاولون حجب الشمس بغربالهم الهزيل .. فالحق هو الأقوى دائمًا .. ومن خلف كل الضبابيّات استطاع الإِسلام دومًا أن ينفذ بأشعته، وأن يهدى الذين لديهم بصائر .. أما العميان .. الرافضون -مبدئيًا- للحقيقة .. فلن ينتفعوا بهدى الإِسلام (ولا يزالون مُخْتَلفين إلاَّ من رَحِم ربُّك ولذلك خلقهم) ... ومع هذا الخلاف