لنا ... اللهم إلا عدد قليل منهم؟ برىء -إلى حد ما- من هذه الآفة التى لا تليق بالحضارة ولا الإنسانية!!

ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ الذى يمثل موقفًا شخصيا يمكن القول فيه بأنه دفاع عن الذات أمام الإِسلام -حتى ولو بالافتراء على الإسلام- بل تعدى الأمر ذلك إلى محاولة تشويه الإِسلام وحضارته وتاريخه، ليس أمام الأوربيين هذه المرة، بل أمام المسلمين أنفسهم ... وهذه أخبث من الأولى؛ لأنها محاولة تعكير المنابع الإِسلامية، حتى يضل أصحابها عن طريقها، وتتهاوى علاقتهم بها.

وقد ظهرت طبقة من المستشرقين لا عمل لها -على الأقل خلال القرون الثلاثة الأولى لنشأة الظاهرة الاستشراقية- إلا تشويه الحضارة الإِسلامية والتاريخ الإِسلامى، والتركيز على الشخصيات الملحدة والمنافقة والقلقة والشعوبية فى هذا التاريخ ... وفى المقابل محاولة تضخيم خلافات المسلمين مع بعضهم، حتى لكأنهم كانوا ينتظرون منهم أن يكونوا ملائكة، أو قومًا بلا وجهات نظر وآراء.

وقد أخفوا الجوانب التى تغطى معظم المساحة، وهى مساحة الإشراق والعظمة فى تاريخنا الإِسلامى أفرادًا وحكومات وطبقات منسجمة متوازنة متكاملة.

ولم يتورعوا عن محاولة النيل من أعظم شخصية عرفها التاريخ (كما يقول منصفوهم وعلى رأسهم برناردشو ومايكل هارت ولوبون وغيرهم) وهى شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم ذهبوا يلتمسون الثغرات -من وجهة نظرهم المريضة- فى شخصيات الصحابة والتابعين والدول الإِسلامية المتلاحقة.

وقد وضح أن الإِنفاق السخىّ الذى تبذله وزارات المستعمرات وإدارات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015