أخٌ محمدًا فإن أخًا آخر له يقوم بالدفاع عن محمد وحمايته بل وافتدائه. مثلما هو الحال بالنسبة لأخي أبي جهل المخزومي لأمه عياش بن أبي ربيعة المخزومى الذى أسلم، ومن بني مخزوم أيضًا أعلن الأرقم بن أبي الأرقم ومعه عدد آخر الإسلام وكان من بين المسلمين الأوائل.

والأصل أن ما حدث بين الأسر من فرقة إنما كان سببه إعلان بعض الأفراد من الأسرة الواحدة لإِسلامهم، فكان الابن مسلما والأب كافرًا أو العكس، أو يصبح الزوج مسلمًا وتصر الزوجة على البقاء في الكفر أو العكس، وقد يكون السيد كافرًا وغلامه يعلن الإِسلام أو العكس، ولقد كانت شكاوى شيوخ وأكابر مكة -الذين عاشوا على التقاليد القديمة والمثل العتيقة- من الإسلام قائمة على أن الإسلام أظهر فيهم خللاً اجتماعيًا، فهو يفرق بين الدم والدم أي بين أفراد الأسرة الواحدة. ولهذا فالنظرية القائلة بأن بني أمية كانوا من أكثر الناس مخالفة للإِسلام قبل إسلامهم في النهاية نظرية لا تؤيدها أدلة قوية بل هي نظرية باطلة، ولئن كان أبو سفيان قد قاد كثيرًا من المعارك ضد الإِسلام -قبل إسلامه- فلم يكن ذلك لعصبية قبلية، بل كانت قيادة أبي سفيان لجيش مكة في جميع معارك قريش بعد غزوة بدر لأنه كان قائدًا كبيرًا لقريش عامة وليس كفرد من أفراد بني أمية، أو لأنه معارض للإِسلام بصفة قبلية.

لقد كان وضعا فرضه عليه منصبه؛ إذ كان يتولى مسئولية القيادة داخل أشراف قريش لكفاءته الشخصية وكان جيشه مكونًا من سائر قريش الذين لم يؤمنوا ... !!

تعذيب المسلمين:

حاول المستشرقون من ناحية أخرى مسخ باب مضىء في التاريخ الإِسلامي يتعلق بالتعذيب الذي تعرض له مسلمو مكة وذلك حتى يروج هؤلاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015