قريبة من الروح الإسلامية، بينما الغنى والثروة، إن لم يكونا ضد الإسلام، إلا أنهما منافيان للتقوى والورع -على الأقل- ومن هنا قبلوا هذه النظرية التي روجها المؤرخون المغرضون بينما هي نظرية خاطئة تمامًا من الناحية التاريخية. فالإسلام ليس ضد الغنى، والحضارة الإسلامية ليست حضارة الفقر والفقراء!!!

معارضة الإِسلام:

كما أن رصد سلوك القبائل والأسر المختلفة في مكة تجاه الإسلام كان رصدًا غير تاريخي وغير دقيق وخاليًا من العمق في أساس هذا الأمر، بل كان قائمًا على عنصر العصبية القبلية والفخر الذاتي، وقد ذكر المؤرخون المعارضون لبني أمية أن بني أمية كانوا أكثر الناس معارضة للإِسلام لأنهم كانوا المنافسين التقليديين لبني هاشم، وقد خدع بعض مؤرخينا المسلمين بهذه النظرية.

ومن ناحية أخرى عرض بعض المستشرقين لنظرية عجيبة شيقة لكنها مضللة، وتقول هذه النظرية إن بني هاشم كانوا من الناحية الاقتصادية ضعفاء ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قام بحركته الدينية ضد أكابر تجار مكة المكرمة فإن بني هاشم ساندته وعضدته، وهاتان النظريتان خاطئتان بصورة قاطعة، وقد رُوِّجتا من أجل تشويه التاريخ الإسلامي عن طريق خطط مقصودة متعمدة.

أما بالنسبة لقضية معارضة بني أمية للإسلام فهي من وجهة النظر التاريخية خطأ مؤكد، وذلك لأن من بين المسلمين السابقين الأوائل أفرادًا عديدين ينتمون إلى فروع بني أمية المختلفة، وفي العهد المكي قبل عدد من أفراد بني أمية الإسلام، من بينهم عثمان بن عفان الأموي، وخالد بن العاص وأخوه عمرو، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وعدد آخر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015