ورصيفه محمود أمين العالم، وأخيرًا محمود إسماعيل وعبد المنعم ماجد بدرجة كبيرة هذا بينما يمثل وجهة النظر الجديدة أو الاتجاه الجديد المسمى بالاتجاه الطبي، أو اتجاه علم الأمراض Pathological كل من اسبرنجر Sprenger، وهنري لامنس Henry Lammens، وتور اندريه Tor صلى الله عليه وسلمndre وطبقًا لنظرياتهم قام هؤلاء المستشرقون فجنوا ثمرات طيبة لخدمة الاستشراق في باب سيرة الرسول وفي التاريخ الإسلامي.
المؤرخون المغرضون والانتهازيون:
إلا أن أخطر طبقة من هؤلاء هم أولئك الذين يجرحون في التاريخ الإِسلامي ويطعنون فيه، وذلك بما لديهم من طبع سيىء، ومكر وخبث ودهاء، فأدعياء علم التاريخ من المؤرخين والمؤلفين، يقومون بالبحث في رواياتنا ومصادرنا، فينتقون من بينها الروايات والشروحات التي تخدم أهدافهم وأغراضهم الرامية إلى تصديق المزاعم والأفكار التي يعتقدونها سلفًا ويؤمنون بها مسبقًا، وبالتالي، وعلى بعض المواد والمعلومات المنتقاة والمخلخلة أقاموا بنيان كتاباتهم التاريخية الجاهلة من أولها إلى آخرها، من أول لبنةٍ فيها حتى آخر طابق فيها.
ومن الغريب أن هؤلاء الأدعياء الماسخين للتاريخ حين لا يجدون معلومات أو روايات تؤيد ادعاءاتهم، يقومون بإطلاق العنان لخيالاتهم. فيثبتون أحداثًا ووقائع تاريخية بعيدة كل البعد عن الواقع، وذلك من خلال مطالعاتهم لما بين السطور، وعلى كل حال فإن اتجاههم هذا لا يقوم فقط على الافتقار إلى التمييز بين الصحيح والخطأ من المصادر والمراجع، أو بين المسند والضعيف من الأخبار، بل هم يقبلون الروايات الخاطئة والضعيفة، ويصرفون النظر عن الروايات الصحيحة.
وهذه الطبقة من المؤرخين في معظمها إنما يقوم أصحابها بعرض الروايات