فيجب أن ينتبه القارئ، فقد يكون الأمر على عكس ذلك، لأنهم يعتبرون جمع الروايات من كل نوع، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة واجبًا عليهم، ولا يرون من الضرورة أو من واجبهم نقدها أو التعليق عليها، ولا يرون ذلك من واجبات عملهم، بل يتركون عملية النقد للقراء، ولهذا لا يجب أن تقبل رواياتهم على علاّتها دون أن توضع دائمًا على محك النقد.
الأمر الرابع: يسود هذه الروايات طابع المبالغة والغلو، ولهذا وجب ملاحظة هذه الأمور عند قراءتها، كما لا يجب أن تقبل المعجزات والكرامات والخوارق والتنبؤات دون نقد أو تحليل، لأنه كثيرًا ما تكون مملوءة بالمبالغة، بالإضافة إلى أن تكون موضوعة أو مختلقة.
الأمر الخامس: يجب الاحتياط دائمًا فيما يتعلق بمشاجرات الصحابة، فهم ليسوا بمعصومين، فصدور الأخطاء أو ارتكابها من جانبهم ليس بالمستحيل، بل هو ضرورة من ضرورات البشر، ولكن لا يوجد لديهم، وخاصة أكابر الصحابة سوء النية أو سواد الباطن، لهذا فما قاموا به، قاموا به بكل إيمان، فلو تذكرنا الأهداف والمقاصد فيما يتعلق باختلافاتهم فإننا حينها يجب أن نفهم تعليقات الرواة وكتاب الأخبار، ولا يجب أن نقبلها طالما لا توجد لها شواهد تاريخية مؤكدة.
الأمر السادس: لا يجب أن نقبل بعيون مغلقة ما يذكره أصحاب الأخبار أو النقلة، أو بيانات المفسرين أو علماء الجرح والتعديل؛ لأنهم عادة ما يذكرون آراءهم الذاتية المبنية على معلوماتهم، وكثيرًا ما تكون معلوماتهم عن شخص ما أو طبقة ما أو إدارة ما ناقصة، وهكذا يكون تعليقهم بالضرورة غير مكتمل وغير واقعي.
الأمر السابع: يجب أن ننظر إلى كتابات المستشرقين بالشك دائمًا، ويجب أن نشك فيما يكتبون حتى نتيقن بأنفسنا من صحته، فمعظم المستشرقين