تاريخية سلم بها المؤرخون والمحدثون بصفة عامة، وهي أن جميع الروايات التاريخية التي جمعت في الأمصار العراقية: الكوفة والبصرة خاضعة للعصبية.
[وجميع رواة الحوليات ينتمون في معظمهم لهاتين المدينتين]، وكذلك الشأن في الكتب التي كتبت عن موضوعات التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية فيما بعد -وبخاصة بعد تعمير بغداد وتطويرها كعاصمة للخلافة العباسية- فهذه الكتب كانت تضم أحكامًا وأفكارًا ضد الأمويين، وكانت هناك أسباب عدة لهذا الأمر:
أولها: أن عصر خلفاء بني أمية بدأ فورًا بعد عصر الخلافة الرشيدة، مما جعل المقارنة بين حكام العصرين أمرًا طبيعيًا، وهي مقارنة كان وضع الأمويين فيها ضعيفًا دائمًا ... بالنسبة للخلفاء الراشدين قمة الحضارة الإِسلامية بعد الرسول.
وثانيها: أن نتيجة بعض أعمال خلفاء بني أمية أدت إلى بدء حركة تمثلت في الطعن فيهم، وهو طعن لم ينج منه الصحابة الكرام الذين ينتمون إلى البيت الأموي!!
وثالثها: الحسد أو التنافس السياسي الذي ظل قائمًا بين العراق والشام منذ البداية؛ إذْ كانت الشام مركزًا للخلافة الأموية بينما كان العراق المعارض السياسي والمعارض " المذهبي " للشام.
ورابعها: أن الخلافة العباسية قامت على أساس معارضة الأمويين، وبالتالي أصبحت الروايات والكتب التاريخية في العالم يسودها طابع العداء للأمويين.
المؤرخون العالميون:
يُعَدُّ القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) العصر الذهبي لتدوين التاريخ الإِسلامي حين ظهرت على الملأ المآثر العلمية للمؤرخين والمؤلفين الكبار.