إسحاق (المتوفى 150 هـ لم 768 م) وأبي معشر السندي (المتوفى 170 هـ/ 788 م)، ومحمد بن عمر الواقدي (التوفى 207 هـ/ 823 م)، وهشام بن محمد بن سائب الكلبي (المتوفى 204 هـ/ 820 م)، ومحمد بن سعد (المتوفى 230 هـ، 844 م)، وغيرهم ممن يوجه لهم النقد نظرًا لما اتصفت به كتاباتهم من إفراط وتفريط. ومع أنه قد ظهر من بينهم من لم يثبت ضده أي نقد موجه من أهل الجرح والتعديل، فى ضوء الأبحاث الجديدة، إلا أنه من الصحيح أيضًا أنه صدرت عنهم روايات ضعيفة بل موضوعة.
ويعتبر أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي (المتوفى 157 هـ/ 774 م) من رواة ومؤلفى الحوليات، وهو بالإِضافة إلى تدوينه وتحقيقه بل وتعصبه لتاريخ قبيلته " أزد " كان أيضًا معبرًا عن وجهات نظر الشيعة كما كان مخالفًا للروايات الشامية. وها هو سيف بن عمر التميمي (المتوفى 180 هـ/ 796 م) يكتب عن أعمال ومآثر قبيلته تميم بمبالغة شديدة، ويخلط كتاباته بعناصر رومانية، بينما يتهم عوائد بن حكم الكلبي (المتوفى 147 هـ/ 764 م) بتلفيق روايات مكذوبة لصالح الأمويين والشاميين.
وسواء كان الاتهام الموجه إليه صحيحًا أم غير صحيح، إلا أن هناك بالضرورة ما يدل على ميوله الأموية فى رواياته. ويفهم من خلال الدراسة التحليلية أن جميع رواة ومؤلفي الحوليات تقريبًا يدخل فى عملهم عُنصر العصبية القبلية بصورة واضحة تمامًا، كما أنهم من الناحية السياسية كانوا يعبرون عن وجهات نظر قبائلهم. ويتحدثون بلسان هذه القبائل.
ومع أن جميع المؤرخين وكتاب السير يتفقون بصورة عامة على أن روايات على بن محمد المدائني (المتوفى 225 هـ/ 840 م) كانت معتبرة وموثوقًا بها، وأنها قائمة على منهج تاريخي صحيح وتتفق تمامًا مع العقل والقياس، إلا أن بعض رواياته ضعيفة ولا تخلو من ميول مذهبية، وفكرية. وهذه حقيقة