أقر " فيليب حتى " أن هدف الحملات الأول [الغزوات] على قبائل الحدود كان الغزو والإِغارة والرغبة في التمتع بالدعة واللذات، والمؤرخ المذكور في بحثه عن أهداف الفتوحات يقدم وجهة نظره في ثلاث نقاط:

الأولى: وجهة النظر التي تساير وجهة نظر علماء الإِسلام، والقائلة بأن الفتوحات الإِسلامية كانت دينية خالصة.

الثانية: وجهة النظر التي تساير وجهة النظر النصرانية، وهي أن المسلمين الفاتحين قاموا بتخيير الأمم المفتوحة بين الإِسلام أو السيف، أي أن وسيلة الإسلام في انتشاره هي السيف.

ووجهة النظر الثالثة يعرضها هو نفسه، وهي أن الجزية والخراج كانا أكثر محبة لدى المسلمين الفاتحين من غيرها.

وبعد أن يقدم استشهاده بالآية التاسعة من سورة التوبة (1) يكتب: " نتيجة لضغط الظروف، ثم وجود بديل ثالث، كان على الزردشتيين والبربر والترك اختياره (أي الإسلام) فلقد كوّن الإِسلام لديهم فكرة حربية جديدة، ووجهة نظر اجتماعية سهلة، ومع أن الإِسلام قام بدور لا مثيل له في توحيدهم، إلا أن هذا لا يكفي لتوضيح وشرح الفتوحات العربية بطريقة كاملة، وبدلاً من الحماس الديني فإن الضرورات الاقتصادية قد تفوقت لدى العرب على الحرب، فمشكلات الصحراء كانت سببًا في هجومهم على الهلال الخصيب، حتى ينالوا الراحة والدعة، ومن الممكن أن تكون فكرة الذهاب إلى الجنة قد ظلت تداعب قلوب بعض الناس، إلا أن الهدف الأساسي كان الثروة والحصول على الفوائد المادية.

_______

(1) ((اشتروا بآيات الله ثمنًا قليلاً فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون)) التوبة 9. المترجم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015