فعلمنا العلم والعمل" (?)، هؤلاء وأمثالهم من الجم الغفير من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم نقلة القرآن الكريم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنهم نقل العُدُول الأخيار من التابعين الأبرار، وعنهم تابعوهم من الأئمة الأعلام، وهكذا يتواتر النقل إلى قيام الساعة، بنقل العدل عن مثله، ومثل القرآن كان أصحاب رسول الله - رضي الله عنهم -، يلتقطون كلامه - صلى الله عليه وسلم - في كل صغيرة وكبيرة.
ومثل العناية بالقرآن كان أصحاب رسول الله - رضي الله عنهم -، يلتقطون كلامه - صلى الله عليه وسلم - في كل صغيرة وكبيرة، كما قيل لسلمان - رضي الله عنه -: "قد علمكم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - كل شيء حتى الخراءة: فقال: أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو بعظم" (?).
لقد اعتنى الصحابة - رضي الله عنهم - بالسماع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم من انقطع عن الكسب ولازم رسول الله حتى أكثر الرواية عنه - صلى الله عليه وسلم - وتقدم ذكر المكثرين: وهم سبعة - رضي الله عنهم -، تكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بادئ ذي بدء بكلام رب العالمين، الذي نزل به الروح الأمين جبريل - عليه السلام - {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} (?)، فكلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصدق الكلام وأبينه بعد كلام رب العزة والجلال، وإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معروفا عند قريش قبل البعثة بالصادق الأمين، فقد قال عنه ربنا جل وعلا في القرآن: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (?)، وقال تعالى آمراً بأخذ ما يأمر به - صلى الله عليه وسلم -، والانتهاء عما نهى عنه - صلى الله عليه وسلم -: قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (?)، وذلك لكمال صدقه - صلى الله عليه وسلم - ونصحه للأمة، وحذر تعالى من مخالفة