الله الآي منه والسور، وتقدم أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: «من سره أن يقرأ القرآن كما أنزل فليقرأ من ابن أم عبد» (?)، ولم يكن هذا التنويه العظيم قاصرا على عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، بل تعداه إلى من تميز من أصحاب رسول الله - رضي الله عنهم -، قال - صلى الله عليه وسلم -: «خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود - فبدأ به - وسالم مولى أبى حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأُبى بن كعب» (?)، ولا نقص في بقية أصحاب رسول الله - رضي الله عنهم -، ولكن إشادة بمن تميز منهم، بحسن الصوت وقوة الأخذ والأداء، ولذلك كان يحب - صلى الله عليه وسلم -، أن يسمع تلاوة القرآن من غيره، قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَأْ عَلَىَّ» قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ ! ، قال: «إني أشتهي أن أسمعه من غيري» قال: فقرأت عليه النساء حتى إذا بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} (?)، قال لي: «أمسك» فإذا عيناه تذرفان" (?)، واستمع - صلى الله عليه وسلم - لقراءة أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - فقال له: «يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود» (?)، وفي رواية قال له أبو موسى - رضي الله عنه -: " لو علمت لحبَّرته لك تحبيرا " (?)، ومنهم أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن» قال أُبَى: آلله سمانى لك؟ ! قال: «الله سماك لي» فجعل أُبَيٌّ يبكى، قال قتادة: فأنبئت أنه قرأ عليه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} (?)، وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: "حدثنا من كان يقرؤنا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يقترئون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلَّمَنا العلم والعمل" (?)،