فمنهم من يزعم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - جائز عليه أن يعصي الله وأن النبي قد عصى الله في أخذ الفداء يوم بدر، فأما الأئمة فلا يجوز ذلك عليهم؛ لأن الرسول إذا عصى فالوحي يأتيه من قبل الله، والأئمة لا يوحى إليهم ولا تهبط الملائكة عليهم، وهم معصومون فلا يجوز عليهم أن يسهوا، ولا يغلطوا، وإن جاز على الرسول العصيان، والقائل بهذا القول هشام بن الحكم.
ومنهم من يزعم: أنه لا يجوز على الرسول - عليه السلام - أن يعصي الله - عز وجل -، ولا يجوز ذلك على الأئمة؛ لأنهم جميعاً حجج الله وهم معصومون من الزلل، ولو جاز عليهم السهو واعتماد المعاصي وركوبها لكانوا قد ساووا المأمومين في جواز ذلك عليهم، كما جاز على المأمومين، ولم يكن المأمومون أحوج إلى الأئمة من الأئمة لو كان ذلك جائزاً عليهم جميعاً.
واختلفت الروافض في الإمام هل يعلم كل شيء:
فمنهم يزعم أن الإمام يعلم كل ما كان وكل ما يكون، ولا يخرج شيء عن علمه من أمر الدين ولا من أمر الدنيا، وزعم هؤلاء أن الرسول كان كاتباً ويعرف الكتابة وسائر اللغات، وهذا مخالف لقوله تعالى: {الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} (?) فقد بين الله - عز وجل - أنه أمي، والأمي هو من لا يقرأ ولا يكتب.
واختلفت الروافض في الأئمة هل يجوز أن تظهر عليهم المعجزات:
فمنهم من يزعم: أن الأعلام تظهر عليهم، وتهبط الملائكة بالوحي عليهم، ولا يجوز أن ينسخوا الشرائع، ولا يبدلوها ولا يغيروها.
ومنهم من قال: ويجوز أن ينسخوا الشرائع ويبدلوها ويغيروها.
واختلفت الروافض في الإيمان:
فالجمهور منهم يزعمون: أن الإيمان هو الإقرار بالله وبرسوله وبالإمام، وبجميع ما جاء من عندهم، فأما المعرفة بذلك فضرورة عندهم؛ فإذا أقر وعرف فهو مؤمن مسلم، وإذا أقر ولم يعرف فهو مسلم وليس بمؤمن.