وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ءاثار» بألف بعد الهمزة، وألف بعد الثاء، على الجمع، وذلك لتعدّد أثر المطر ومنافعه، إذ المراد بالرحمة «المطر» يؤيد ذلك قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (سورة الأعراف آية 57).
وقرأ الباقون «أثر» بحذف الألفين على التوحيد، وذلك لأنه لما أضيف إلى مفرد أفرد ليأتلف الكلام، وأيضا فإن «أثر» يدلّ على الجمع لأن المقصود به الجنس.
قال ابن الجزري:
............ ينفع ... كفى وفي الطّول فكوف نافع
المعنى: اختلف القرّاء في «لا ينفع» من قوله تعالى: فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (سورة الروم آية 57). ومن قوله تعالى: يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ (سورة غافر آية 52).
فقرأ موضع الروم مدلول «كفى» وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «لا ينفع» بالياء التحتية على تذكير الفعل.
وقرأه الباقون «لا تنفع» بالتاء الفوقية، على تأنيث الفعل، وجاز تذكير الفعل وتأنيثه، لأن الفاعل وهو: «معذرتهم» مؤنث مجازي، ومع ذلك فهناك فاصل بين الفعل والفاعل.
وقرأ موضع «غافر» الكوفيون، ونافع، وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» و «نافع» «لا ينفع» بالياء على تذكير الفعل، وذلك للفصل بين الفعل والفاعل بالمفعول، وأيضا فإن تأنيث الفاعل وهو «معذرة» مجازي.
وقرأه الباقون «لا تنفع» بتاء التأنيث، وذلك لتأنيث لفظ الفاعل.
تمّت سورة الروم ولله الحمد والشكر