ويعقوب، وعاصم» «أمّا يشركون» بياء الغيبة، لمناسبة الغيبة قبل في قوله تعالى:
وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً (آية 58). والغيبة التي بعد في قوله تعالى: بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (آية 61). فجرى الكلام على نسق ما قبله وما بعده.
وقرأ الباقون «أمّا تشركون» بتاء الخطاب، رعاية لحال المحكيّ، أي قل لهم يا محمد: ءالله خير أمّا تشركون.
تنبيه: خرج موضع الخلاف بقيد «أمّا تشركون» «عمّا يشركون» المتفق على قراءته بياء الغيبة.
قال ابن الجزري:
......... فتح أن ... ن النّاس أنّا مكرهم كفى ظعن
المعنى: اختلف القرّاء في «أنّ الناس» من قوله تعالى: وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (سورة النمل آية 82). وفي «أنا دمرنهم» من قوله تعالى: فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (سورة النمل آية 51).
فقرأ مدلول «كفى» والمرموز له بالظاء من «ظعن» وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ويعقوب» بفتح الهمزة من «أنّ الناس» على تقدير حرف الجرّ، أي أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلمهم بأن الناس كانوا بآيتنا لا يوقنون. وبفتح الهمزة من «أنّا دمرنهم» على أنّ «كان» تامة بمعنى وقع فتحتاج إلى مرفوع فقط، و «عاقبة» فاعل، و «أنّا دمّرنهم» بدل من «عاقبة».
ويجوز أن يكون «أنّا دمرنهم» خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير: هو أنّا دمرنهم.
وقرأ الباقون بكسر الهمزة من «إنّ الناس» على الاستئناف، أو على إضمار القول، والتقدير: تكلمهم فتقول: إن الناس الخ وحسن هذا لأن الكلام قول، فدلّ «تكلمهم» على القول المحذوف. وقرءوا أيضا بكسر الهمزة من «إنّا دمرنهم» على الاستئناف، و «كان» تامّة بمعنى وقع، و «عاقبة» فاعل، و «كيف»