قال ابن الجزري:
.......... تفرحوا غث خاطبوا ... ..........
المعنى: اختلف القراء في «فليفرحوا» من قوله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا (سورة يونس آية 58).
فقرأ المرموز له بالغين من «غث» وهو: «رويس» «فلتفرحوا» بتاء الخطاب، جريا على السياق، ولمناسبة قوله تعالى قبل: يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ (آية 57).
وقرأ الباقون «فليفرحوا» بياء الغيبة، لمناسبة الغيبة في قوله تعالى قبل:
وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (آية 57) يقال: «فرح يفرح فرحا، فهو فرح، وفرحان». والفرح: لذّة القلب بنيل ما يشتهي، ويعدّى بالهمزة وبالتضعيف.
قال ابن الجزري:
.......... ... وتجمعوا ثب كم غوى ....
المعنى: اختلف القراء في «يجمعون» من قوله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (سورة يونس آية 58).
فقرأ المرموز له بالثاء من «ثب» والكاف من «كم» والغين من «غوى» وهم: «أبو جعفر، وابن عامر، ورويس» «تجمعون» بتاء الخطاب، لأن بعده خطابا في قوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالًا (آية 59)، فيحمل صدر الكلام على آخره، ليتفق اللفظ، فيكون الضمير في «تجمعون» للكفار، على معنى: ولو كنتم مؤمنين لوجب أن تفرحوا بفضل الله وبرحمته، فهو خير مما تجمعون في دنياكم أيها الكفار.
وقرأ الباقون «يجمعون» بياء الغيبة، وحينئذ يكون الضمير في «يجمعون»