قال ابن الجزري:
.......... ... ... السّلام لست فاقصرن
عمّ فتى .......... ... ..........
المعنى: قرأ مدلول «عمّ» ومدلول «فتى» وهم: «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وحمزة، وخلف العاشر» «السلم» من قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً (سورة النساء آية 94). قرءوا «السّلم» بفتح اللام من غير ألف بعدها، على معنى الاستسلام، والانقياد، ومنه قوله تعالى: وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ (سورة النحل آية 87). وحينئذ يكون المعنى: «يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله وخرجتم للجهاد فتبيّنوا، ولا تقولوا لمن استسلم وانقاد إليكم لست مؤمنا فتقتلوه، بل يجب عليكم أن تتبيّنوا حقيقة أمره.
وقرأ الباقون «السلام» بفتح اللام، وألف بعدها، على معنى التحيّة، فتحية الإسلام هي: «السلام عليكم» وحينئذ يكون المعنى: «لا تقولوا لمن حياكم تحية الإسلام لست مؤمنا فتقتلوه، لتأخذوا سلبه.
قال ابن الجزري:
.......... وبعد مؤمنا فتح ... ثالثة بالخلف ثابتا وضح
المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثابتا» وهو «أبو جعفر بخلف عنه» «مؤمنا» من قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً (سورة النساء آية 94) بفتح الميم الثانية بخلف عنه، على أنها اسم مفعول، أي لن نؤمّنك على نفسك.
وقرأ الباقون «مؤمنا» بكسر الميم الثانية، وهو الوجه الثاني «لأبي جعفر» على أنها اسم فاعل، والمعنى: لا تقولوا لمن قال «السلام عليكم» إنما فعلت ذلك متعوّذا وليس عن إيمان صحيح.