عن «البزّي، وقنبل» صحيحان جيّدان، وهو معنى قول «ابن الجزري» في الطيبة:
والكلّ للبزّي رووا وقنبلا ... من دون حمد ...
إلّا أن «أبا الكرم الشهرزوري» روى عن «الصباح» عن «قنبل» وعن «أبي ربيعة» عن «البزّي» «لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد». وأما «السوسي» فقد قال في «التقريب»: لم يره أي «التهليل» أحد فيما نعلم عن «السوسي».
اختلف العلماء في موضع ابتداء التكبير، وانتهائه: فذهب فريق إلى أن ابتداءه من أول «سورة والضحى» وانتهاءه أول «سورة الناس». وذهب فريق آخر إلى أن ابتداءه من آخر «والضحى» وانتهاءه آخر «الناس».
ومنشأ هذا الخلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ عليه «جبريل» عليه السلام سورة «والضحى» كبّر عقب فراغ «جبريل» من قراءة هذه السورة، ثم قرأها النبي صلى الله عليه وسلم، وهنا نجد سؤالا يفرض نفسه مضمونه: هل كان تكبير النبي صلى الله عليه وسلم لقراءة نفسه، وهذا الفريق هو الذي يرى أن ابتداء التكبير أول سورة «والضحى» وانتهاءه أول «سورة الناس».
وذهب الفريق الثاني إلى أن تكبيره صلى الله عليه وسلم كان لختم قراءة «جبريل» وهذا الفريق هو الذي يرى أن ابتداء التكبير آخر «والضحى» وانتهاءه آخر «الناس».
هذا ولم يذهب أحد إلى أن ابتداء التكبير من آخر «الليل».
يأتي على ما تقدم من كون التكبير لأوّل السورة، أو لآخرها حال وصل السورة بالسورة ثمانية أوجه: يمتنع منها وجه واحد، وتجوز السبعة الباقية، والسبعة الباقية تنقسم ثلاثة أقسام: اثنان منها على تقدير أن يكون التكبير لأول السورة، واثنان على تقدير أن يكون لآخرها، وثلاثة تحتمل التقديرين: فأمّا الوجهان المبنيان على تقدير أن يكون التكبير لأول السورة: