أفتجادلونه فيما علمه، ورآه، يوضح ذلك قوله تعالى: يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (سورة الأنفال آية 6).
وقرأ الباقون «أفتمرونه» بفتح التاء، وسكون الميم، وحذف الألف، مضارع «مرى يمري»: إذا جحد، والمعنى: أفتجحدونه على ما يرى، ولقد كان شأن المشركين الجحود بما يأتيهم به نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم، فحمل على ذلك.
والقراءتان متداخلتان في المعنى، لأن من جادل في إبطال شيء فقد جحده، ومن جحد شيئا جادل في إبطاله.
قال ابن الجزري:
تا اللّات شدّد غر ... ............
المعنى: اختلف القرّاء في «اللَّاتَ» من قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (سورة النجم آية 19).
فقرأ المرموز له بالغين من «غر» وهو «رويس» «اللّتّ» بتشديد التاء مع المدّ المشبع، وهو اسم فاعل من «لتّ، يلتّ فهو لاتّ» مثل «مدّ يمدّ فهو مادّ».
قال الشوكاني محمد بن علي بن محمد ت: 1250 هـ:
«اللّاتّ: اسم رجل كان يلتّ السويق ويطعمه الحاجّ، فلما مات عكفوا على قبره يعبدونه، فهو اسم فاعل في الأصل، غلب على هذا الرجل» اهـ (?).
يقال: لتّ الرجل السويق «لتّا» من باب «قتل»: بلّه بشيء من الماء، وهو أخفّ من «البسّ».
وقرأ الباقون «اللّت» بتخفيف التاء مع القصر، اسم صنم بالطائف «لثقيف».
قال ابن الجزري:
...... مناة الهمز زد ... دل ......