ويتعاظم تأثير الأب في المراحل الأولى إذا كان- بالرغم من سلوكه المنحرف- عطوفاً وملبياً لطلبات أولاده؛ أمَّا إذا لم يكن كذلك، فيتماهى الأولاد في سلوك أمِّهم.
ولكن على مشارف مرحلة المراهقة، يعود الذكور منهم إلى تقليد أبيهم، خاصة إذا لم تكن الأم قد بنت لديهم منظومة عقائديَّة وقيميَّة متينة أو كانت غير قادرة على تلبية حاجاتهم الأساسية.
قد يكون الوالدان جيدين ولكنَّهما منشغلان وغير ملمّين بأصول التربية ومستلزماتها فينهمكان في تأمين حاجات أولادهما الماديَّة (مأكل - مشرب - ملبس - طبابة .... ) متناسيَين حاجاتهم الروحيّة والنفسيّة ما يجعل الأولاد يفتِّشون عن مصدر آخر للتفهم والتعاطف والتواصل؛ ولكنَّهم غالباً ما يخطئون الاختيار.
إنَّ انفتاح المجتمعات التي تحمل ثقافات مختلفة بعضها مع بعض، من خلال الفضائيَّات وتكنولوجيا الاتِّصالات، وغياب المنظومة الفكريَّة المتينة التي تربط الأحكام الفقهية بأُسسها العقائديَّة والأخلاقيَّة لدى المؤمنين، أدّيا إلى اختلال كبير في منظومة القيم في المجتمعات الدينيَّة وغير الدينيَّة على حدٍ سواء. الأمر الذي جعل الكثير من الشباب