وذهب عطاء إلى أنه على التحريم. والوجه الأول أظهر لقوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 5] .
فصل:
ويسأل عن جرَّ {قِتَالٍ} ؟
والجواب: أنه بدل من الشهر، وهو بدل الاشتمال، ومثله قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} [البروج 4-5] وقال الأعشي:
لقدْ كان في حول ثواءٍ ثويته تقضى لبانات ويسأم سائم
وقال الكوفيون: هو جرٌّ على إضمار (عن) .
وقال بعضهم: هو على التكرير، وهذه ألفاظ متقاربة في المعنى وإن أختلفت العبارة.
فصل:
ويسأل عن جرَّ {الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ؟
وفيه جوابان:
أحدهما: أن يكون معطوفاً على {سَبِيلِ اللَّهِ} ، كأنه قال: وصدٌّ عن سبيل الله وعن المسجد الحرام، وهو قول أبي العباس.
والثاني: معطوف على الشهر الحرام، كأنه قال: يسألونك عن القتال في الشهر الحرام. وهذا قول الحسن والفراء.
وأنكر بعضهم هذا؛ لأنه فيما زعم لم يسألوا عن المسجد؛ لأنهم لا يشكون فيه، وليس