وأما الخسن بتأليف الحروف المتلائمة، فإنه يدرك بالحسَّ، ويوجد في اللفظ؛ لأن الخروج من الفاء إلى اللام أعدل من الخروج من اللام إلى الهمزة؛ لبعد الهمزة من اللام، وكذا الخروج من الصاد إلى الحاء أعدل من الخروج من الألف إلى اللام، فباجتماع هذه الأمور التي ذكرنا صار أبلغ منه وأحسن، وإن كان الأول حسناً بليغاً، وقد أخذه الشاعر، فقال:
أبلغْ أبا مالكٍ عني مُغلغَلةً وفي العِتَابِ حياةٌ بين أقوامِ
فصل: ويسأل عن معنى (لَعَلَّ) هاهنا:
والجواب: أن فيها ثلاث أقوال:
أحدها: أن يكون بمعنى اللام، كأنه قال: (لتتقوا) .
والثاني: أن يكون للرجاء والطمع، كأنه قال: على رجائكم وطمعكم في التقوى.
والثالث: على معنى التعرض، كأنه قال: على تعرضكم للتقوى.
وقيل في {تَتَّقُونَ} قولان:
أحدهما: لعكم تتقون القتل بالخوف من القصاص. وهو قول ابن زيد.
والثاني: لعلكم تتقون ربكم باجتناب معاصيه.
* * *
قوله تعالى: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184] .