هذه الآية وما بعدها نزلت في عبد الله ابن أم مكتوم، وهو قول ابن عباس وقتادة والضحاك، وابن زيد وابن إسحاق، قال إبن إسحاق: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وقف مع الوليد ابن المغيرة يكلمه وقد طمع في إسلامه، فمر به عبد الله بن أم مكتوم فوقف يسألأه عن شيء، أو قال: يستقريه القرآن، فشق ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أضجره؛ لأنه يشغله عما كان فيه من أمر الوليد، وما طمع فيه من إسلامه، فلما أكثر عليه انصرف عنه عابساً وتركه فعاتبه الله تعالى على ذلك.
وموضع {أَنْ} نصب على أنه مفعول له، أي: أن جاءه الأعمى، لأن جاءه، وزعم الكوفيين أنها بمعنى (إذ) ، وليس بشيء.
* * *
قرأ حمزة والكسائي وعاصم {أَنَّا} بفتح الهمزة وقرأ الباقون بالكسرة، والكسر على الاستئناف، والفتح على البدل من {طَعَامِهِ} ، فموضعها على هذا جر، كأنه قال: فلينظر الإنسان إلى أنَّا صببنا الماء، وهذا بدل الاشتمال، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: هو أنَّا صببنا الماء.
{ومن سورة كورت}
قزله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} [التكوير: 1-2] .
ارتفعت {الشَّمْسُ} بفعل مضمر تقديره: إذا كورت الشمس كورت، ولا يجوز إظهاره؛ لأن ما بعده يفسره، وإنما احتيج إلى إضمار فعل؛ لأن {إِذَا} فيها معنى الشرط،