المرصاد: المرقب، وهو مفعال من الرصد، والأحقاب: جمع حقب وهو ثمانون سنة، والبرد: النو، والعرب تقول: منع البرد البرد، أي: منع البرد النوم، وقال الشاعر:

بردت مراشفها على فصدني عنها وعن قبلاتها البرد

ومما يسأل عنه أن يقال: قد ذكر الله تعالى أنهم خالدون فيها أبداً، وقد حدد خلودهم هاهنا بقوله: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} ؟

وللعلماء في هذا عشرة أقوال:

أحدها: أن المعنى: أحقاباً لا انقطاع لها، كلما مضى حقب جاء بعده حقب، والحقب ثمانون سنة من سني الآخرة، وهذا قول قتادة.

والقول الثاني للربيع، وهو أنه قال: هذه أحقاب لا يعلم عددها إلا الله تعالى.

والثالث للحسين: وهو أنها أحقاب ليس لها عدة إلا الخلود في النار، ولكن قد ذكروا أن الحقب الواحد سبعون ألف سنة، كل يوم من تلك السنين ألف سنة لقوله تعالى: {كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47] .

والرابع للمبرد قال المعنى: أنهم لايثون فيها أحقاباً، هذه صفتها.

والخامس: لخالد بن معدان، قال: يعني له: أهل التوحيد.

والسادس لمقاتل، قال: هي منسوخة بقوله: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [النبأ: 30] ، وفيه نظر؛ لأنه خبر، والنسخ لا يكون في الخبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015