والرابع: أنه على تقدير: جعلها نذيراً للبشر.
والخامس: أنه مصدر، أي: إنذاراً للبشر؛ لأنه لما قال: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ} دل على أنه أنذرهم بها إنذاراً.
والسادس: أنه حال من المضمر في {قُمْ} [المدثر: 2] في أول السورة، كأنه قال: يا أيها المدثر قم نذيراً للبشر، فأنذر، ونذير على هذا الوجه بمعنى المنذر، وهو قول الكسائي.
{ومن سورة القيامة}
* * *
يسأل عن دخول {لَا} هاهنا؟ وفيها ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنها صلة، نحو قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} [الحديد: 29] ، والمعنى: ليعلم.
والثاني: أنها بمعنى (ألا) التي يستفتح بها الكلام، كأنه قال: ألا أقسم بيوم القيامة، ثم أخبر أنه لا يقسم بالنفس اللوامة.
والثالث: أنه جواب لما تكرر في القرآن من إنكارهم البعث؛ لأن القرآن كله كالسورة الواحدة، وهو قول الفراء، واختيار أبي علي.
وقرأ قنبل: "لأقسم" بجعلها جواب القسم، قالوا: وحذف النون؛ لأنه أراد الحال، ولولا ذلك لقال: (لأقسمن) ، والنون لا تدخل في فعل الحال، وأكثر ما يستعمل اللام في