وقرأ الكسائي وعاصم في طريقة أبي بكر {ن وَالْقَلَمِ} بالإخفاء، وقرأ الباقون بالإظهار، وقال الفراء: وإظهار أعجب إلي؛ لأنها هجاء، والهجاء كالموقوف عليه وإن اتصل، ومن أخفاها بني على الاتصال.
* * *
يسأل عن (الباء) هاهنا؟ وفيها ثلاثة أجوبة"
أحدها: أنها زائدة، والتقدير: أيكم المفتون.
والثاني: أنها بمعنى (في) والتقدير: في أي فرقكم المفتون، أي: المجنون، وهذا قول الفراء.
والقول الثالث: أن {الْمَفْتُونُ} بمعنى: الفتون، كما يقال: ماله معقول، وليس له محصول، وهذا قول ابن عباس.
قال مجاهد: المفتون: المجنون، وقال قتادة في {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} أيكم أولى بالشيطان، جعل (الباء) زائدة.
قال الراجز:
نحن بني جعدة أصحاب الفلج
نضرب بالسيف ونرجو بالفرج
أي: نرجو الفرج.
* * *
قوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} [القلم: 16-20] .