سورة التغابن

{ومن سورة التغابن}

* * *

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [التغابن: 6] .

قال علي بن عيسى: أنفوا من اتباع بشر؛ لأنه من جنسهم، فهو كما قال في موضع آخر {أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ} [القمر: 24] ، وكل متكبر من العباد مذموم؛ لأن كبره طريق إلى ترك تعلم ما ينبغي أن يتعلم، والاتباع لمن ينبغي أن يتبع.

ويقال: ما معنى {أَبَشَرًا} هاهنا؟

والجواب: أن البشر والإنسان سواء، وقيل: إنه مأخوذ من البشرة وهو ظاهر الجلد.

وفي رفع {أَبَشَراٌ} وجهان:

أحدهما: أنه فاعل بإضمار فعل يدل عليه {يَهْدُونَنَا} ، كأنه قال: أيهدينا بشر يهدوننا، وإنما احتجت إلى لإضمار فعل؛ لأن الاستفهام بالفعل أ, لى.

والقول الثاني: أنه مبتدأ {يَهْدُونَنَا} وخبره، وهو قول أبي الحسن الأخفش.

سورة الطلاق

{ومن سورة الطلاق}

* * *

قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من

قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4] .

المحيض: بمعنى الحيض، والمحيض أيضاً: موضع الحيض وزمانه.

والارتياب: الشك، وجاء في التفسير في قوله: {إِنِ ارْتَبْتُمْ} لأن المعنى: إذا لم تدروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015