ويسأل عن خبر {أَنَّ} ؟

والجواب: أن النحويين يجعلونه في الظرف الذي هو {فِيكُمْ} ، وهذا القول فيه نظر؛ لأن حق الخبر أن يكون مفيداً، ولا يجوز: النار حارة؛ لأنه لا فائدة في الكلام، ومجاز هذا القول أنه على طريق التنبيه لهم على مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما يقول القائل للرجل يريد أن ينبهه على شيء؛ فلان حاضر، والمخاطب يعلم ذلك، فهذا وجهه.

والوجه عندي؛ أن يكون الخبر في قوله: {لَعَنِتُّمْ} ؛ لأن الفائدة واقعة به؛ والمعنى: واعلموا أن رسول الله لو يطيعكم لعنتم، كما تقول: إن زيداً لو أكرمته لقصدك، وما أشبه ذلك.

سورة ق

{ومن سورة ق}

* * *

قوله تعالى: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} [ق: 1-3] .

قد تقدم في صدر الكتاب ما قيل في فواتح السور، ومما لم نذكره هنالك بعض ما قيل في {ق} : قيل: {ق} جبل محيط بالدنيا، وقد ذكرنا قول الحسن؛ أنه اسم للسورة، وقيل معناه: قضي الأمر؛ وكذا قيل في {حم} [غافر: 1] : حمَّ الأمر، أي: دنا، قال الفراء: هو قسم أقسم به.

والمجيد: العظيم الكريم، يقال: مجد الرجل، ومجد: إذا عظم وكرم: إذا عظم كرمه، والأصل من مجدت الإبل مجوداً إذا عظمت بطونها لكثرة أكلها من الربيع.

فصل:

ومما يسأل عنه أن يقال: أين جواب القسم؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015