وقيل: المعنى: طاعة وقول معروف خير لهم من جزعهم عند نزول فرض الجهاد وهو قول الحسن، و {طَاعَةٌ} على القول الأول خبر مبتدأ محذوف، وعلى القول الثاني مبتدأ محذوف الخبر.
{ومن سورة الفتح}
* * *
قوله تعالى: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: 25]
قال قتادة: لولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات بمكة. قال ابن زيد: المعرة: الإثم، وقال: ابن إسحاق: غرم الدية وكفارة قتل الخطأ عتق رقبة مؤمنة، ومن لم يطق فصيام شهرين، قال: وهي كفارة الخطأ في الحرب، قال الفراء: كان بمكة مسلمون من الرجال والنساء، فقال الله تعالى: لولا أن تقتلوهم وأنتم لا تعرفونهم فتصيبكم منعم معرة، يعني: الدية، ثم قال: {لَوْ تَزَيَّلُوا} أي: لو خلص الكفار من المؤمنين لأنزل الله بهم القتل والعذاب.
ومما يسأل عنه أن يقال: ما موضع قوله تعالى: {أَنْ تَطَئُوهُمْ} ؟ وفيه جوابان:
أحدهما: أن موضع {أَنْ} رفع على البدل من رجال في قوله: {وَلَوْلَا رِجَالٌ} والتقدير: ولولا وطئ رجال ونساء، أي: قتلهم، وهو بدل الاشتمال، ومثله: نفعني عبد الله علمه، وأعجبتني الجارية حسنها، ومثله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} ، ومثل ذلك قول الأعشى: