قال أبو جعفر: الحديثان ليسا بمتناقضين؛ لأن إن عملنا على الحديث الأول فالخلق في ستة أيام، وليس في التنزيل أنه لا يخلق بعدها شيئا، فيكون هذا متناقضا، وإن عملنا على الثاني فليس في التنزيل أنه لم يخلق قبلها شيئا.
قال ابن عباس فيما روى عنه أبو مالك وأبو صالح: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} كان ذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس فجعله سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبع سموات في يومين الخميس والجمعة.
قال غيره: قد صح أن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام مقدار كل يوم ألف سنة من أيام الدنيا، فكان بين ابتدائه في خلق ذلك وخلق القلم الذي أمره بكتابة ما هو كائن إلى قيام الساعة يوم وهو ألف سنة، فصار ابتداء الخلق إلى الفراغ منه سبعة آلاف سنة.
قال ابن عباس: إقامة الخلق في الأرض سبعة أيام، كما كان الخلق في سبعة أيام، ومدة الدنيا سبعة آلاف سنة.
قال العلماء: نظير خلق الأرض في يومين، ثم لما فيها من تتمة أربعة أيام، قول القائل: خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام ثم إلى الكوفة في خمسة عشر يوما، أي في تتمة هذا العدد، ولا يريد أنه سار من بغداد إلى الكوفة في خمسة عشر يوما، وقد فسرنا هذا فيما تقدم بأشبع من هذا.
* * *
يسأل عن الضمير في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَهُنَّ} علام يعود، وكيف جمع، وإنما تقدم ذكر الشمس والقمر؟