وقرأ حمزة وعاصم {رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} [القصص: 34] بضم القاف على النعت، وقرأ الباقون بالجزم على أنه جواب الدعاء، ومثله قوله تعالى: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} [مريم: 5-6] ، قرئ رفعاً وجزماً.
وأهل المدينة يخففون الهمزة فيقولون: "رِدَاً يُصَدِّقُنِي"
* * *
جاء في التفسير أن المعنى: ويختار للنبوة من شاء.
{مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} أن يتخيروا غير ما اختار اللهتعالى؛ لأنهم لا يعلمون وجه المصلحة.
قال الحسن: ما كان لهم أن يختاورا الأنبياء فيبعثوهم.
قال الفراء: يقال (الخِيْرَة والخِيَرَة) و (الطَيْرة والطِيَرَة) .
و {مَا} في قوله: {مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} نفي، والوقف المختار: قوله: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} ويبتدأ: {مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} ، فلا يجوز أن تكون {مَا} غير نافية، فقد ذهب ليه بعض القدرية؛ لأن من أصل مذهبهم أن الخير من الله دون الشر، والأول هم الذهب.
* * *
قوله تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ
مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76] .