وفيه خلاف:
قال بعضهم: المعنى: كل واحد منا رسول رب العالمين.
وقيل: الرسول في معنى الرسالة، فالتقدير على هذا ذوو رسول رب العالمين، وهذا كقولهم: رجل عدل، ورضا، ورجلان عدل ورضا، ورجال عدل ورضا، قال كثير:
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول
أي: برسالة.
وقيل: الرسول يقع على الاثنين والجميع، كما يقع على الواحد، قال الهذلي:
ألكني إليها وخير الرسول أعلمهم بنواحي الخبر
* * *
قيل: في قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} ثلاثة أقوال:
أحدها: أن المعنى: اتخاذك بني إسرائيل عبيدا أحبط ذلك.
والثاني: أن المعنى أنك لما ظلمت بني إسرائيل ولم تظلمني اعتدت بها نعمة علي.
والثالث: أن المعنى: لا يوثق بهذه النعمة منك مع ظلمك بني إسرائيل في تعبيدك إياهم.
وكل ذلك حجة على فرعون وتقريع له.
ويجوز في موضع {أَنْ} وجهان:
أحدهما: أن تكون في موضع نصب مفعولا له، أي: لأن عبدت.
والثاني: أن تكون في موضع رفع على البدل من نعمة.