قبلك رسولاً ولا نبياً، و (من) زائدة، ومثله {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} [الحشر: 6] ، أي: خيلاً ولا ركاباً.
* * *
اللطيف: المحيط بتدبير دقائق الأمور، الذي لا يخفى عليه شيء يتعذر على غيره، فهو لطيف لاستخراج النبات من الأرض بالماء، وابتداع ما يشاء، وقيل: اللطيف الذي يلطف بعباده من حيث لا يحتسبون.
فصل:
ومما يسأل عنه أن يقال: بم ارتفع {فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً} [الحج: 63] وقبله استفهام، وهلا انتصب على حد قولك: أفتأتني فأكرمك؟
والجواب: أنه خبر في المعنى، وإن خرج مخرج الاستفهام، كأنه قال: قد رأيت أن الله تعالى ينزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة، وهو تنبيه على ما قد كان رآه ليتأمل ما فيه.
قال الشاعر:
ألم تسأل الربع القواء فينطق وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق
ومعناه: سألته فنطق، وإن شئت قلت معناه: فهو ينطق، وكذا في الآية: فهي تصبح.
{ومن سورة المؤمنين}
* * *