ويجوز أن تكون زائدة، نحو قول الشاعر:
جياد بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب
والعامل في الحال على هذا الوجه {نُكَلِّمُ} .
* * *
يسأل: كيف جاز {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} ، وليس في الجنة ليل ولا شمس ولا قمر؟
والجواب: أن العرب خوطبت على قدر ما تعرف، فذكر البكرة والعشي ليدل على المقدار، وكانت العرب تكره (الوجبة) وهي أكلة واحدة، وتستحب الغداء والعشاء، فأعلمهم الله تعالى: أن لهم في الجنة مثل ما كانوا يحبون في الدنيا.
* * *
هذه الآية نزلت في العاص بن وائل السهمي، وذلك أن خباب بن الأرت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قيناً بمكة يعمل السيوف فباع من العاص سيوفاً، فأعملها له حتى إذا صار له عليه مال جاء يتقاضاه، فقال له: يا خباب، أليس يزعم محمد هذا الذي أنت على دينه، أن في الجنة ما ابتغى أهلها من ذهب أو فضة أو ثياب أو خدم؟ قال خباب: بلى، قال: فأنظرني إلى يوم القيامة حتى أرجع إلى تلك الدار، فأقضيك هنالك حقك، فوالله لا تكون أنت ولا اصحابك يا خباب آثر عند الله مني وأعظم حظاً، فأنزل الله تعالى فيه: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا} إلى آخر الآية.
قرأ حمزة والكسائي {وَلَدًا} بضم الواو وإسكان اللام، وقرأ الباقون بفتح الواو، فأما الفتح فهي اللغة المشهورة، وأما الضم وإسكان اللام، فيجوز فيه وجهان: