وقال قوم: انتصب على التمييز المنقول على الفاعل، عل حد قولك: تصببت عرقاً، وتفقأت شحماً، قال الشاعر:
ولقد علمت إذا الرياح تناوحت هدج الرئال تكبهن شمالاً
وهذا البيت إذا حذف منه (تكبهن شمالا) بقي موزوناً، وكان من مرفل الكامل إذا حركت اللام، فإن أسكنتها كان من المذال، وهو على الضرب الثاني من الكامل، ويحكى أن أول من نبه على هذا أبو عمرو بن العلاء.
وقيل: نصب {كَلِمَةً} على الحال من المضمر في {كَبُرَتْ} .
وقرأ ابن كثير {كَبُرَتْ كَلِمَةٌ} بالرفع، فجعل كبرت بمعنى عظمت.
وأما قوله تعالى: {تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} ، فهو نعت لمحذوف تقديره: كبرت كلمة تخرج من أفواهم، ترفع (كلمة) المضمرة، كما ترفع (زيد) من قولك: نعم رجلاً زيد، ورفعه من وجهين:
أحدهما: أن يكون خبر مبتدأ محذوف، والتفسير في الآية على هذا: هي كلمة تخرج، ولا يجوز أن يكون {تَخْرُجُ} وصفاً لـ {كَلِمَةَ} الظاهرة؛ لأن الوصف يقرب النكرة من المعرفة، والتمييز والتفسير والحال لا تكون البتة، ولا يجوز أن يكون حالاً من {كَلِمَةً} المنصوبة لأمرين:
أحدهما: أن الحال يقوم مقام الوصف.