ويسأل: من الذي ألحدوا إليه؟

والجواب: أن ابن عباس قال: كان من المشركين يقولون إنما محمداً - صلى الله عليه وسلم - (بلعام) .

وقال الضحاك: كانوا يقولون يعلمه (سلمان) .

وقوله: {لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} يعني به القرآن، كما تقول العرب للقصيدة: هذه لسان فلان، قال الشاعر:

لسان السوء تهديها إلينا أجيت وما حسبتك أن تجيبا

وقرأ حمزة والكسائي {يُلْحِدُونَ} بالفتح، وقرأ الباقون بالضم وهما لغتان.

قزله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا} [النحل: 112] .

قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: القرية: مكة.

وقيل: كل قرية كانت على هذه الصفة، فهي التي ضرب بها المثل.

والأنعم: جمع نعمة، كشدة وأشد، وقيل واحدها (نُعْمٌ) كغصن وأغصن، وقيل: واحدها (نعماء) كبأساء وأبؤسٍ.

ومما يسأل عنه أن يقال لم قال: {لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} ، والجوع لا يلبس؟

والجواب: لما يظهر عليهم من الهزال وشحوب اللون، فصار كاللباس.

وقيل: إن القحط بلغ بهم إلى أن أكلوا القد والوبر مخلوطين بالدم والقراد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015