وقيل أمره: القيامة، فعلى هذا الوجه يكون (أتى) بمعنى (يأتي) . وجاز وقوع الماضي هاهنا لصدق المخبر بما أخبر، فصار بمنزلة ما قد مضى. وقد شرحناه فيما تقدم.
* * *
يقال: لم قال: {مِنْ فَوْقِهِمْ} ، وقد علم أن السقف يخر من فوقهم؟
وعنه جوابان:
أحدهما: أنه للتوكيد، كما تقول لمن تخاطبه: قلت أنت كذا وكذا.
والثاني: أنه جاء كذلك ليدل أنهم كانوا تحته؛ لأنه يجوز أن يقول الرجل:
خر عليَّ السقف وتهدم على المنزل: ولم يكن تحتها.
وقال ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد: نزل هذا في نمرود. وقيل: في بختنصر.
* * *
يقال: سقيته إذا ناولته ليشرب، وأسقيه إذا جعلت له ماء ليشربه دائماً، من نهر أو غيره، يقال: سقى وأسقى بمعنى، قال لبيد.
سقى قومي بني مجد وأسقى نميراً والقبائل من هلال
ووما يسأل عنه أن يقال: على ما يعود الضمير في {بُطُونِهِ} ؟.
والجواب: أ، العلماء اختلفوا في ذلك.
فذهب بعضهم: إلن أن {الْأَنْعَامِ} جمع، والجمع يذكر ويؤنث، فجاء هاهنا على لغة من يذكر، وجاء في سورة (المؤمنين) على لغة من يؤنث.