ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك، وقرأ الباقون {إِلَّا امْرَأَتَكَ} بالنصب على الأصل في الاستثناء من أحد.

شيئين من أحدٍ.

شيئين: إما من الأهل، وإما من أحد، فالتقدير الأول: فاسر بأهلك إلا امرأتك فهذا استثناء من موجب، والتقدير الثاني: ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك، وهذا استثناء من منفي به.

* * *

قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: 106] .

الشقاء والشقاوة والشقوة بمعنى، والياء في شقي منقلبة عن واو.

والزفير: ترديد الصوت من الحزن، وأصله: الشدة، من قولهم مزفور للشديد الخلق، وزفرت النار إذا سمع لها صوت من شدة توقدها.

والشهيق: صوت فظيع يخرج من الجوف بمد النفس، ويقال: الزفير أول نهاق الحمار والشهيق آخره.

والخلود: البقاء في أمد ما، والفرق بين الخلود والدوام: أن الدائم الباقي أبداً، والخالد الباقي في أمد ما، ولذلك يوصف القديم تعالى بأنه دائم ولا يوصف بأنه خالد.

السعادة ضد الشقاوة. والجذُّ: القطع، قال النابغة:

تجذ السلوقي المضاعف نسجه ويوقده بالصفاح نار الحباحب

واختلف في تأويل هاتين الآيتين، وهما من أشد ما في القرآن إشكالاً، والكلام فيهما يأتي على ضربين:

أحدهما: على معنى الاستثناء.

والثاني: على معنى تحديد الخلود بدوام السموات والأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015