قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] .

يقال كيف كذبوا مع علمهم بأن الكذب في الآخرة لا ينفعهم، وأن الله تعالى يعلم ذلك منهم؟.

والجواب: أن للآخرة مواقف، فموقف لا يعلمون فيه ذلك، وموقف يعلمون فيه، وهو استقرارهم في النار، وقال الحسن: جروا على عادتهم في الدنيا لأنهم منافقون.

ويجوز في (فتْنتُهُم) الرفع والنصب:

فالرفع على أنه اسم (تكن) و {أَنْ قَالُوا} الخبر.

والنصب على أن يكون خبراً {إِلَّا أَنْ قَالُوا} الاسم. وهو الوجه؛ لأمرين:

أحدهما: أن الخبر أولى بالنفي، والاسم اولى بالإثبات.

والثاني: أن قوله: {إِلَّا أَنْ قَالُوا} . يشبه المضمر من قبل أنه لا يُوصف ولا يْوصف به، والمضمر أعرف المعارف، وإذا اجتمع في كان اسمان أحدهما أعرف من الآخر كان به الأعرف اسماً لها والآخر خبراً لها وكذا المعرفة والنكرة تكون المعرفة اسماً والنكرة خبراً، قال الشاعر:

وقد علم الأقوام ما كان داءها بثهلان إلا الخزي ممن يقودها

فصل:

ومما يسأل عنه أن يقال: لم أنث {تَكُنْ} والاسم مذكر؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015