فقالوا: نعمْ، رواهُ فلانٌ، وحدّثنَاهُ فلانٌ، ونعرفُهُ منْ طريقِ كَذا، وخَاضُوا في الطرقِ والرواياتِ، فقالتِ المرأةُ: فأينَ كنتمْ إلى الآن)) (?).
ومنها مما يحثُّ عَلى الاجتهادِ في ضمِّ الدّينِ إلى ذلكَ:
وقالَ سعيدُ بنُ وهبٍ يَذكرُ مالكَ بنَ أنسٍ:
يأبَى الجوابَ فما يُراجَعُ هَيْبَةً ... والسَّائلونَ نَواكِسُ الأَذقانِ
هدْيُ التقيِّ وعِزُّ سلطانِ الهدى ... فَهو العزِيزُ ولَيسَ ذا سُلْطانِ (?)
قوله: (حِفْظَاً أوْ تَفَهُّماً) (?) لا يخفى أنّ مجردَ الحفظِ لا يكفي.
فالمرادُ حفظاً معَ تَفَهُّمٍ، وهوَ أعلى الدرجاتِ، أوْ تفهّماً منْ غيرِ حفظٍ وهوَ دونَهُ في الدرجةِ.
فالعبارةُ منَ الاحتباكِ: إثباتُ ((حفظاً)) أولاً دليلٌ عَلى حذفِ ضده ثانياً، وإثباتُ ((تفهماً)) ثانياً دليلٌ عَلى حذفِ ((معَ تفهّمٍ)) أولاً، بدليلِ تعليلِهِ لذلك بقولهِ: ((لِيَعرِفَ مُصْطَلحَ أهْلِهِ)) (?)، ومَن لا فهمَ لَهُ لا معرفةَ لَهُ وإنْ حفظَ ألفَ كتابٍ.