وأرى السعودَ لها عليك وفادةٌ ... تصل الهواجرَ والمدياجرهَ والسُّرَى
فلو اقترحتَ على الزمانِ شبيبةً ... سلفَتْ أتاك بها المشيبُ مبشراً
لم تحترق دارُ الخليج وإنما ... شبتْ لمن يسرى بها نارَ القِرَى
طلبتْ يفاعَ الأرض دون وهادها ... فتوقدت في رأي شامخة الذرى
أو هل تزور النارُ ساحةَ جنةٍ ... أجريتَ فيها من نداك الكوثراَ
أنشأتَ فيها للعيون بدائعاً ... زفتْ فأذهل حُسنُها من أبصرا
فمن الرُّخام مسيَّراً ومسهَّماً ... ومنمنَماً ومدرْهَماً ومدنَراً
والعاجَ بين الآبنوس كأنه ... أرضٌ منالكافور تُنبت عنبراً
قد كان منظرها بهياً رائقاً ... فجعلتها بالوشى أبهى منظرَا
وكذاك جيدُ الظبي يُحسن عاطلاً ... ويرقك البيتُ الحرامُ مستَرَا
ألبستها بيضَ الستور وحمرَها ... فأتت كزهر الورد أبيضَ أحمراَ
فمجالسٌ كسيت رقيماً أبيضاً ... ومجالسٌ كسيتْ طميماً أصفرَا
لم يبقَ نوعٌ صامتٌ أو ناطقٌ ... إلا غدا فيها الجميعُ مصوَّرَا
فيها حدائقُ لم تجدها ديمةٌ ... أبداً ولا نبتت على وجه الثَّرَى