ولما قتل لصالح هاجت، القاهرة وماجت، وذل الجرى، وخاف البري، فلم أشعر حتى وصلني أحد غلمانه بخمسين ديناراً وقال إنه قد جاءنا من هذا الأمر ما يشغلنا عنك وإنا لا ندري ما تكون العاقبة فانقل أهلك إلى مصر ورتب أحوالهم بهذا الذهب فانتقلت إلى مصر وصعدت إليه فوجدته في قاعة البحر وهو لا يوصل إليه لفرط الزحام عليه ثم بصر بي فأومى لي بيده أن أدور من ناحية أخرى ففتح الخريطة وقبض لي منها قبضة بلا عدد زادت على الثلاثين وقال اشترِ بهذه الدنانير على وجه العيد ما يحتاجه أهلك فإنا عنك مشاغيل فقلت من قصيدة أشكره على ذلك.

[طويل]

وفي كل يوم لا تزال صلاتُكم ... إلى منزلي تُبدي الندى وتعيدُ

وأعجبُ ما شاهدتُ إحسانُ كفّه ... إلى وقد عضَّ الحديدَ حديدُ

ولم تُلْهِه عن عادة الود مِخنةٌ ... بها الرمح غاوٍ والحسامُ رشيدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015