وهَدْر القول الذي يؤثم قائله ومستمعه، والنظر إلى المدير، وتمني
المعصية معه، فعرضوا في الإدارة عليهم في الجنة - لما تجنبوا في الدنيا
مثله - بغلمان يديرونها، ويطوفون بها عليهم، من غير إثم يلحقهم
بالنظر إليهم، لما نزع من صدورهم من الغل في تمني الباطل.
واستغنائهم بالحور العين، وافتضاض الأبكار.
* * *
دليل على أن لذع الألسنة في الخمر مدح لها، ولذة لشاربها، ولذلك مدحها بمزاج الزنجبيل على ما في سجايا البشر، غير أنه حرمها بجميع صفاتها في الدنيا، فعوض - سبحانه - من تركها في الدنيا بما هو فيها لذة من اللذع، وأزال عنها السكر الذي هو فيها عيب.
يقال: إنها تمزج لأصحاب اليمين، ويشربها المقربون صرفًا.
ويقال: السلسبيل، هو الحديد الجرية. ولها مزاج آخر