وقد قال أبو عروبة في المسيب: "كان لا يحدث إلا بشيء يعرفه يقف عليه". وهذا يشعر بأن غالب ما وقع منه من الخطأ ليس منه بل ممن فوقه، فكان يثبت على ما سمع قائلًا في نفسه: إن كان خطأ فهو ممن فوقي لا مِنّى، وفي "الميزان" و"اللسان" عن ابن عديّ أنه ساق الأحاديث التي تنتقد على المسيب ثم قال: "أرجو أن باقي حديثه مستقيم وهو ممن يكتب حديثه" (?).

وذكر في "الميزان" أربعة أحاديث، إما أن تكون هي جميع ما ذكره ابن عدي (?)، وإما أن يكون الذهبي رأى الأمر فيما عداها محتملًا.

الأول: رواه المسيب عن يوسف بن أسباط (?)، ويوسف ربما أخطأ في الأسانيد.

الثاني: حديث رواه ابن عدي عن الحسن بن إبراهيم السكوني -لم أقف على ترجمته- عن المسيب (?) بسنده عن ابن عمر مرفوعًا أنه كره شم الطعام، وقال: إنما تشم السباع.

وقد روى الطبراني في "الكبير"، والبيهقي في "الشعب"، كما في "الجامع الصغير" من حديث أم سلمة مرفوعًا: "لا تشموا الطعام كما تشمه السباع". فلينظر في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015