الألف التي قبلها هي الزائدة فتقع الدارة عليها وإلى ذلك نحا الفرا ومن قال بقوله فأمّا وقع قبل الهمزة فيه الف نحو قوله " من تلقاى " و " ايتاى " و " من وراى " و " منءَ اناى " فأنك تجعل النقطة الصفراء في ذلك بعد الألف في السطر وحركاتها تحتها وتجعل أيضا على الياء دارة علامة لزيادتها وأن شئت جعلت الحركة تحت الياء على ما تقدم وأن شئت جعلت الهمزة وحركتها تحت الياء في هذه الحروف وشبهها لأنه يجوز أن تكون صورة لها في ذلك وهو عندي هذه المواضع اوجه وبالله التوفيق.
قال أبو عمرو وهذه الدارة التي يجعلها أهل النقط قديما وحديثا على الحروف الزوائد في الخط المعدومة في اللفظ وعلى الحروف المخففة هي مما جرى استعمال سلف أهل المدينة لها في ذلك في مصاحفهم كما حدثنا احمد بن عمر قال حدثنا محمد بن احمد بن منير قال حدثنا عبد الله بن عيسى قال حدثنا قالون قال في مصاحف أهل المدينة ما كان من حرف مخفف فعليه دارة بالحمرة وأن كان حرفا مسكنا فكذلك أيضا قال أبو عمرو وهذه الدارة نفسها هي الصفر الصغير الذي يجعله أهل الحساب على العدد المعدوم في حساب الغبار دلالة على عدمه كعدم الحروف الزوائد في اللفظ وعدم التشديد في الحروف المخففة وعدم الحركة في الحروف المسكنة التي تجعل الدارة عليها دلالة على ذلك وبالله التوفيق.