قَوْلَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَيُكِذِّبَ دَعْوَاهُ.
(105) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: «مَا بَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَالَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسمِائَة عام وَبَيْنَ كُلِّ سَمَائَيْن مَسِيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ، وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَبَيْنَ الكُرْسِيِّ خَمْسمِائَة عَامٍ، وَالعَرْشُ عَلَى المَاءِ، وَالله فَوْقَ العَرْشِ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ» (?).
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَفَلَا تَرَى أَيُّهَا المُعَارِضُ أَنَّ ابْن مَسْعُود كَيفَ مَيَّزَ
بَيْنَ العَرْشِ وَالكُرْسِيِّ، وَبَيْنَ السَّمَاوَاتِ فَمَا دُونَهَا الَّتِي هِيَ أَعْلَى الخَلَائِقِ فِي دَعْوَاكَ وَسَمَّيْتَهَا عَرْشًا دُونَ عَرْشِ الرَّحْمَن الذي هُوَ العَرْشُ عَلَى أَلْسُنِ العَالَمِينَ.
(106) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ -وَهُوَ المُكْتِبُ-، ثَنَا مُجَاهِدٌ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ [29/ظ] بْنُ عُمَرَ: «خَلَقَ اللهُ أَرْبَعَةَ أَشْيَاء بِيَدِهِ: العَرْشَ، وَالقَلَمَ، وَعَدْن، وَآدَمَ، ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ الخَلْقِ كُنْ فَكَانَ» (?).
تَكْذِيبًا لِمَا ادَّعَيْتَ أَيُّهَا المُعَارِضُ إِذْ خَلَقَهُ اللهُ بِيَدِهِ خُصُوصًا ثُمَّ قَالَ لِمَا هُوَ أَعْلَى الخَلَائِقِ عِنْدَكَ: {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} [فصلت: 11]، فإِذَا كَانَ العَرْشُ فِي دَعْوَاكَ ودعوى إِمَامِكَ: السَّمَاوَاتِ، فَمَا بَالُ حَمَلَةِ العَرْشِ وَمَا يُصْنَعُ بِهِمْ فِي رَفْعِ السَّمَاوَاتِ، وَقَدْ قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ} [الرعد: 2].
فَفِي مَعْرِفَةِ النَّاسِ لِحَمَلَةِ العَرْشِ، واسْتِفَاضَتِهِ فِيهِم وعَلَى أَلْسِنَتِهِم تَكْذِيبُ دَعْوَاكَ، وَدَعْوَى صَاحِبِكَ، ثُمَّ مَا رُوِيَ فِيهِمْ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَعَنْ أَصْحَابِهِ سَنَذْكُرُ مِنْهَا بَعْضَ مَا حَضَرَ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.