كنيته: أبو سعيد، لقبه: السعيد بفضل الله. أمه: عربيه اسمها عائشة بنت أبي عطية مهلهل بن يحيى الخلطي بويع بعد أبي الربيع ليلة الأربعاء ثاني رجب عام عشرة وسبعمائة توفي بعلة النقرس ليلة الجمعة الخامس والعشرين لذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وسبع مائة مولده: في ثاني عشر شهر ربيع الأول عام خمسة وسبعين وستمائة وكانت دولته إحدى وعشرين سنة وأربعة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً.
صفته: أبيض اللون، رحب الوجه، قصير القامة، بعيد ما بين المنكبين معتدل اللحية؛ أسودها؛ حسن الوجه؛ قوبع الأنف بعينيه حور؛ لطيف الشمائل؛ أنيق المرأى؛ حسن البزة راكنا للهدنة، كريم المثل المضروب في الكرم الفائق.
أولاده الذكور: أمير المسلمين أبو الحسن علي، وأمير المسلمين أبو علي عمر، ومنصور، بنته ميمونة، وزراؤه: يوسف بن عيسى الحشي. وعمر بن موسى الفودودي، ومحمد بن أبي بكر بن محلى البطوي ويحيى ابن الأمير طلحة بن محمد بن محلى البطوي، وابراهيم بن عيسى البرنياني وعمر بن محمد بن عبد الله بن عطو الجاناتي، وأحمد بن عبد الله بن عطو الجاتاني، وعيسى بن عبد الرحمن المدعو برحمون الفقولي وعيسى بن أم الأخوة، وسليمان بن بزريجن الورتاجين، كتابه: منديل بن محمد الكلبي المعروف بالكتاني، والحاج محمد بن أبي مدين، وعبد المهيمن بن محمد الحضرمي، وأبو محمد صالح بن حجاج اللخمي، وأحمد بن سعد بن ابراهيم بن جعفر التجيبي المعروف بآبن الفراق، وأبو القاسم بن أبي مدين، وأخوه محمد المدعو بالقصري بن أبي مدين، قضاته: أبو عمران موسى الزرهوني، ومحمد بن علي المليلي الصنهاجي، قولي: لولا كروب قد أتت من نجله.
قلت: هو أمير المؤمنين المؤيد بالله عمر ابن أمير المسلمين عثمان ابن أمير المؤمنين يعقوب ابن الأمير عبد الحق. كنيته: أبو علي لقبه: المؤيد بالله أمه: أم ولد رومية اسمها جيلة بويع بالمدينة البيضاء دار الأمارة يوم الأحد الحادي والعشرين لجمادى الأولى من سنة أربع عشرة وسبع مائة.
وخلع نفسه صلحا لأبيه، وخرج إلى سلجماسة في ذي القعدة من سنة أربع عشرة وسبع مائة. فوصلها في شهر التاريخ. وبويع بها يوم وصوله إليها، ثم خلعه عنها صنوه في اليوم التاسع عشر لمحرم سنة أربع وثلاثين وسبع مائة.
وسيق مكبولا إلى فاس فقتل بها بالفصد والخنق في اليوم التاسع عشر لشهر ربيع الأول من عام أربعة وثلاثين وسبع مائة. وله سبع وثلاثون سنة.
مولده: في عام ستة وتسعين وستمائة، وكانت دولته الأولى بدار الأمارة، المدينة البيضاء حين قام بها على أبيه ستة أشهر. وكانت دولته الثانية بسجلماسة سنة تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر. وملك مراكش ستة شهر.
صفته أبيض اللون، حسن القد لثمام، أدعج، وأعين، مليح الفم والأنف، بعيد ما بين المنكبين، جهوري الصوت، جميل الوجه، بارع الحسن سمعت أبي رحمه الله يقول وقد رآه لم أر أحسن وجهاً ولا أظرف منزعا من السلطان أبي علي.
أولاده الذكور: أبو زيان محمد، المؤيد بالله الحاج عبد الحليم، وعبد المؤمن؛ ويحيى؛ والناصر؛ ومنصور، والعقعاق وعلي المدعو بأبي فارس.
بناته منهن: عواجة؛ وعائشة كتابه منهم: وزير جدي محمد بن عيسى الحميري. ومحمد السرغيني المنبوذ بابن الآمر وزراؤه وزر له جماعة منهم: محمد بن أبي عرقوب المعروف بأجليد؛ أدركته في الحضرة المرينية وقد أسن والسبب في قيامه على أبيه أن أباه أمير المؤمنين أبا سعيد كان قد ارتحل عن فاس ومعه أبناه أبو الحسن، وأبو علي لتلمسان لقتال ملكها لأبي تاشفين العبد الوادي؛ فلما كان على مرحلة من فاس بموضع يقال له أبو رملال جمع أبو علي بطانته وعبيده وركب فرسه وكر على أبيه السلطان أبي سعيد وضربه بالرمح في فخذه الأيمن؛ فكلمه ورام أن يثنيه ويقضي عليه، فمنعه ابنه الرضي السلطان أبو الحسن وكافح عن أبيه بنفسه، وقاتل دونه حتى استخلصه من لهاة الليث؛ وأدخله مدينة تازي فمنعه أهلها من أبنه أبي علي فلما عاين أبو علي ذلك كر راجعاً إلى فاس. فبويع بالمدينة البيضاء، منها في التاريخ.
ثم ارتحل والده عن تازي إلى فاس، وامتنع بها ابنه أبو علي ونشر السلطان أبو سعيد عليها الحرب، وأخذ بمخنقها ونصب عليها المجانيق، وقاتلها ستة أشهر إلى أن دخلها صلحاً؛ وخرج أبو علي منها إلى سجلماسة في التاريخ