فقابل الغصنَ غصنٌ مثله وشدت ... أقمارُها فأجابتها قماريها

ولّلواحظِ والأسماعِ ما اقترحت ... من وجهِ شادنِها أو صوت شاديها

إذ الغريمة عن فرط الغرام ثَنت ... قلبًا تثنّى لها غصنٌ فَيثنيها

ريمٌ إذا جليت حينا لواحظه ... للنّفس حيا بخديه فيحييها

جنايةٌ طرفُه المخمورُ جانيها ... وآسُ عارضه المخضرّ جانيها

تقبل الكاسَ شرعى كلما خجلت ... في ماء فيه فقاسته بما فيها

أشتاق عيشي بها قدما وتذكرني ... أيامي السودُ بيضا من لياليها

ونحن في جنة لا ذاق ساكنها ... بؤسًا ولا عرفت بأسًا مغانيها

سماءُ دوحٍ تردُّ الشمس صاغرة ... هذا وتبدي نجومًا في نواحيها

ترى البدورَ بها في كل ناحية ... ممدودة من نجوم الزهر أيديها

إذا الغصون هززناها لنيل جنى ... صارت كواكبها حصبا أراضيها

من كل صفراء مثل الماءِ يانعة ... تخالها جمر نارٍ في تلظيها

شهيةُ الطّعم تحلو عند آكلها ... بهيةُ اللون تحلى عند رائيها

ياليت شعري على بعدٍ أذاكرني ... عصابةٌ لستُ طول الدهر ناسيها

عندي أحاديث وجد بعد بعدهم ... أظل أجحدها والغَصُّ يبديها

كم لي بها صاحبٍ عندي له نعمٌ ... كثيرة وأيادٍ ما أؤديها

فارقته غيرَ مختارٍ وصاحبني ... صبابةٌ منه تخفيني وأخفيها

رضيت بالكُتْب بعد القربِ فانقطعت ... حتى رضيت سلامًا في حواشيها

إن يعتلي غير ذي فضل فلا عجبٌ ... تسمو على سابقات الخيل هابيها (?)

والماء يعلوه أقذارٌ وذا زحلٌ أخفى ... الكواكبِ نورًا وهو عاليها

لو كان جدٌّ مُجد، ما تقدمني ... عصابةٌ قصّرت عندي مساعيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015