الأرض انتهى، فأنشدته قول مهذب الدين بن سعد الدين الموصلي (?) في مدحه في الشام فقال:

سقى دمشقَ وأيامًا مضت فيها ... مواطرُ السُحبِ ساريها وغاديها

من كلِّ أدهمَ صهّالٍ له شِيَةٌ ... صفرًا يُستّرها طورًا ويُبديها

ولا يزال جنين النَّبتِ يرضعه ... حوامل المزن في أحشاء أرضيها

فما نضا حُبّه قلبي لربوتها (?) ... ولا قضى نحبه وُدّي لواديها

ولا تسليت عن سلسال ربوتها ... ولا نسيت مبيتي جار جاريها

كأن أنهارها ماضي ظبا حشيت ... خناجرًا من لجين في حواشيها

واهًا لها من حُلىً، الغيث عاطلها ... مكللًا واكتسى الأوراق عاريها

وحاكَ في الأرض صوبُ المزن مخملةً ... يُنيرها بعواديها ويُسديها

ديباجة لم يدع حُسنًا مفرِّقهَا ... إلا أتاه وما أبقى مُوشّيها

ترنو إليك بعين النّوْر ضاحكةً ... إذ بات عينٌ من الوسمي يبكيها

والدوحُ ريًّا لها ريا قد اكتملت ... شبابها حينما شابت نواصيها

نشوى يُغنّي لها وُرقُ الحمام على ... أوراقها ويدُ الأنواء تسقيها

صفا لها الشُّرْبُ فاخضرّت أَسافلها ... حتى ضفا الظلّ فابيضت أعاليها

وصفّق النهرُ والأغصانُ راقصةٌ ... فنقطة منه بدر من تراقيها

كأنما رقصها أَوْهَى قلائدَها ... وخانها النظمُ فابتلت لآليها

وأعين الماءِ قد أجرتْ سواقيها ... والأعينُ النجلُ قد جارت سواقيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015