فصلت} (?)، والله محكم كتابه ومفصله. فهو خالقه ومبتدعه. ثم انتسبوا إلى السنة وأنهم أهل الحق والجماعة، وأن من سواهم أهل الباطل والكفر فاستطالوا بذلك وغروا به الجهال، حتى مال قوم من أهل السمت الكاذب والتخشع لغير الله إلى موافقتهم، فنزعوا الحق إلى باطلهم، واتخذوا دون الله وليجة إلى ضلالهم، إلى أن قال: فرأى أمير المؤمنين أن أولئك شر الأمة المنقوصون من التوحيد حظًا أوعية الجهالة، وأعلام الكذب، ولسان إبليس الناطق في أوليائه، والهائل على أعدائه من أهل دين الله، وأحق أن يتهم في صدقه وتطرح شهادته ولا يوثق به، من عمى عن رشده وحظه عن الإيمان بالتوحيد، وكان عما سوى ذلك أعمى وأضلَ سبيلًا، ولعمر أمير المؤمنين إن أكذب الناس من كذب على الله ووحيه، وتخرص الباطل ولم يعرف الله حقيقة معرفته، فأجمع من بحضرتك من القضاة، فاقرأ عليهم كتابنا وامتحنهم فما يقولون واكشفهم عما يعتقدون في خلق الله وإحداثه، وأعلمهم أني غيرُ مستعين في عمل ولا واثق بمن بلا يوثق بدينه، فإذا أقروا بذلك ووافقوا فمرهم بنص من بحضرتهم من الشهود ومسألتهم عن علمهم في القرآن، وترك من لم يقر أنه مخلوق، واكتب إلينا بما يأتيك عن قضاة أهل عملك في مسألتهم والأمر لهم بمثل ذلك.

وكتب المأمون إليه أيضًا في إشخاص سبعة أنفس وهم: محمد بن سعد كاتب الواقدي، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وأبو مسلم مستملي يزيد بن هارون، وإسماعيل بن داود وإسماعيل بن أبي مسعود، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. فأشخصوا إليه فامتحنهم بخلق القرآن، فأجابوه فردهم من الرَّقَّة إلى بغداد. وسبب طلبهم أنهم توقفوا أولًا ثم أجابوه تقيّة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015